كم مرة تراجع متسوق عن الشراء من متجرك الإلكتروني بسبب مشكلة المقاس؟. كم متسوق تراجع في المرحلة الأخيرة عن تأكيد الطلب على منتج ما بسبب عدم القدرة على المعاينة الجيدة للمنتج أون لاين؟. كم وصل حجم الخسائر في المتاجر الإلكترونية بسبب استحالة رؤية المنتج في وضعه الطبيعي وليس صورًا له؟.
ليس غريبًا أن نؤكد على أنه هناك عدد ضخم من المتسوقين حول العالم مازال لديهم تشكك كبير وقلق متزايد من الشراء عبر الإنترنت من أي من المتاجر الإلكترونية أو مواقع البيع الأون لاين؛ وذلك بسبب عدم الثقة في جودة المنتج أو المواصفات التي يرغبون فيها خاصة مع عدم قدرتهم على رؤية أو معاينة المنتج قبل شراؤه بشكل ملموس مثلما هو الحال في المتاجر والمحال التجارية التقليدية في أرض الواقع.
لذلك أُعتُبرت مشاكل معاينة المنتج قبل شراؤه عبر الإنترنت، وعدم قدرة المتسوق على فحص المنتج وجودته ومظهره عليه واكتشاف حجمه الطبيعي مثلما يفعل عند التسوق داخل المتاجر التقليدية، واحدة من أخطر التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية وتحُد كثيرًا من انتشارها بالشكل المطلوب. إذ أن مثل هذه التحديات تؤثر بالسلب على نمو وزيادة تحول السلوك الشرائي لدى جميع المتسوقين حول العالم إلى توفير كافة حاجاتهم وخدماتهم والحصول عليها عن طريق الإنترنت دون أن يبرحوا منازلهم.
ونتيجة لذلك، حاول كثيرون إيجاد حلول فعالة لمثل تلك المشاكل والتحديات، فكان الحل التكنولوجي هو الحل الجذري الذي نجح في الحفاظ على انتشار التجارة الإلكترونية وتسهيل كل عملياتها.
وتمثل الحل التكنولوجي هذا في ظهور تنقية الـ AR “الواقع المُعزز”، وكذلك تقنية الـ VR “الواقع الافتراضي”، واللتان حسنتا كثيرًا من تجربة المستخدمين داخل مختلف المتاجر الإلكترونية، ومكنتهم من معاينة المنتجات بشكل ملموس للتأكد من جودتها ومواصفاتها.
وبناء عليه، خلال هذا التقرير الجديد على مدونة التجارة الإلكترونية “اكسباند كارت”، سوف تتعرف على الفرق بين كلًا من تقنيتي الـ AR “الواقع المُعزز”، وكذلك الـ VR “الواقع الافتراضي”، وأهميتهما بالنسبة لكافة مواقع البيع عبر الإنترنت وكيف يمكنك الاستفادة منهما في متجرك الإلكتروني لتعزيز المبيعات بشكل كبير.
ما المقصود بالواقع المُعزز الـ AR ؟
كثير من الأشخاص حول العالم، تحديدًا في عالمنا العربي يخلطون بين مفهوم كلًا من تقنية الواقع المعزّز وبين مفهوم الواقع الافتراضي، إلأ أنه هناك فرق شاسع بين التقنيتين. وكانت قلة استخدام وظهور كلتا التقنيتين في العالم العربي وعدم توافر نماذج عدة لهما، سببًا في الخلط بينهما بشكل متكرر.
والواقع المعزّز الـ Augmented Reality هو تلك التكنولوجيا الحديثة التي تحول العناصر الرقمية الغير ملموسة إلى عناصر مادية ملموسة ومحسوسة من قبل المستخدم، اعتمادًا على البيئة الواقعية الموجودة بالفعل دون خلق بيئة جديدة أو واقع جديد.
إذ يعتمد هذا النوع من التكنولوجيا على العناصر المتوافرة بالفعل في البيئة الحقيقية ويُضيف إليها بعض التأثيرات التي تجعلها تتحول من عناصر رقمية إلى عناصر مادية يمكن للمستخدم الإحساس بها واختبارها ورؤيتها في أشكالها وأحجامها الطبيعية.
هو على العكس تمامًا مما تفعله تقنية الواقع الافتراضي، والتي تختلق بيئة كاملة من العناصر الرقمية دون أي تداخل أو دمج مع العناصر المتوافرة في الواقع الفعلي الحقيقي الذي يحيط بالمستخدم.
وتتضمن العناصر الرقمية التي تعمل تقنية الواقع المعزز على إظهارها بشكل مادي يتيح تفاعل المستخدم معها عن طريق الهاتف أو الأجهزة الخاصة بتلك التكنولوجيا من نظارات خاصة أو عدسات لاصقة؛ الصور والكتابات وكذلك مقاطع الفيديو والمجسمات ثلاثية الأبعاد.
وبشكل أوضح يمكننا تبسيط المقصود من الواقع المعزز بالكامل على أنه صورة عادية من العالم الواقعي المحيط بنا يُضاف إليها بعض المعلومات والبيانات أو العناصر الرقمية بحيث يمكن التفاعل معها بأي شكل سواء كان نصيًا أو صوتيًا أو مرئيًا
وهناك عدة طرق رئيسية تعتمد عليها تقنية الـ AR في تعزيز الواقع الفعلي بالعناصر الرقمية الملموسة، أهمها:
- التراكب
- الإسقاط
- اعتمادًا على صورة ثابتة (بوجود علامة)
- بدون علامة
في مقال منفصل على المدونة سوف نشرح كل نوع من أنواع الواقع المعزّز الـ Augmented Reality.
ما هو الواقع الافتراضي الـ VR ؟
أما الواقع الافتراضي الـ Virtual Reality فهو عكس الواقع المعزز الـ AR فيما يخص الاعتماد على عناصر موجودة بالفعل في البيئة الحقيقية المحيطة بالمستخدم. إذ أن الواقع الافتراضي هو بناء كامل لبيئة أو واقع غير موجود بالفعل في البيئة المحيطة بالمستخدم على الإطلاق.
فالواقع الافتراضي يخلق بيئة كاملة من العناصر غير الحقيقية -أي أنها غير محيطة بالمستخدم- إلا إنه يستطيع رؤيتها والإحساس بها والتأثر بها والتفاعل معها كذلك عن طريق حاسة أو أكثر من حواسه الستة، وذلك بعد ارتداء النظارات الخاصة به والتي تُسمى “نظارات الواقع الافتراضي” وهي متعددة الأنواع والأشكال والإمكانيات.
ويعتمد الواقع الافتراضي في بنائه على جهاز الحاسب الآلي أو غيره من الأجهزة الرقمية المختلفة، بحيث يستطيع أن يُقنع المستخدم بأنه يعيش في هذا الواقع الجديد على الرغم من عدم وجوده فعليًا.
ومن أهم ما يميز الواقع الافتراضي الـ VR عن الواقع المعزز الـ ِAR، هو أنه يتيح للمستخدم رؤية العناصر المبنية في أحجامها الطبيعية عن طريق عرضها ثلاثية الأبعاد، إلى جانب حرية الحركة التي يتيحها للمستخدم أثناء التجربة؛ إذ أن التقنية تتجاوب بشكل أتوماتيكيًا وآنيًا مع ردود أفعال المستخدم التي يقوم بها خلال تعايشه أو تفاعله مع الواقع الافتراضي.
في هذا الصدد لابد أن نشير إلى أنه هناك أنواع كثيرة وماركات متعددة لنظارات الواقع الافتراضي المستخدمة في تجربة هذه التقنية والاستمتاع بها في عدة مجالات مختلفة سوف نذكرها فيما بعد. وفيما يلي أشهر أنواع نظارات الواقع الافتراضي المنتشرة حول العالم:
- HTC Vive/SteamVR
- Oculus Rift
- Sony PlayStation VR
- Windows Mixed Reality
- Google Daydream View
- Samsung Gear VR
- Oculus Go
- Lenovo Mirage Solo With Daydream
فيما يستخدم الواقع المعزز الـ AR ؟
هناك عدة مجالات مختلفة أصبحت تعتمد بشكل أساسي على تقنية الواقع المعزز من تحسين تجربة المستخدمين في كل من تلك المجالات. وفيما يلي مجموعة من أبرز الأوجه التي تستخدم تكنولوجيا الواقع المعزز الـ AR:
-
الأنشطة التعليمية:
يستخدم في عرض بعض النماذج التفاعلية للمتلقين والتي تساعد بشكل كبير في تعزيز العملية التعليمية في أماكن مختلفة من العالم.
-
مجال الطب:
إذ يعتمد كثير من الأطباء والمستشفيات على تكنولوجيا الواقع المعزز في تشخيص بعض الأمراض وأغراض التدريب والمراقبة كذلك.
-
عمليات البيع والشراء:
خاصة فيما يتعلق بمنتجات الأثاث والأجهزة المنزلية، إذ يُساعد استخدام الواقع المعزز الـ AR المشترين على معاينة قطعة الأثاث والمظهر الذي سوف تبدو عليه في منزلهم قبل إتمام عملية الشراء.
-
أعمال الصيانة:
إذ يُستخدم كذلك في تقديم النصائح البصرية من قبل المختصين في الصيانة وذلك من على بعد.
-
التسلية والترفيه:
إذ تعتمد مجموعة كبيرة من ألعاب الفيديو الشهيرة على تقنية الواقع المعزز من أجل تعزيز بيئة المستخدم المحيطة به أثناء اللعب، على سبيل المثال لعبة بوكيمون غو.
أهم استخدامات الواقع الافتراضي الـ VR
يُستخدم الواقع الافتراضي كذلك في مجالات عدة قد تكون قريبة من تلك المجالات التي يُستخدم فيها الواقع المعزز، وفيما يلي أهم تلك المجالات:
-
السياحة:
إذ يُعتمد على تقنية الواقع الافتراضي بشكل كبير في تمكين المستخدمين من السفر حول العالم دون الخروج من منازلهم أو أن يبرحون أماكنهم، وذلك من خلال بناء تخيل كامل للأماكن والمزارات التي يرغبون بزيارتها.
-
التجارب المستحيلة:
يعتمد على تلك التكنولوجيا كذلك بشكل كامل في الاستمتاع بتجارب قد تكون مستحيلة بعض الشيء على كثير من المستخدمين، على سبيل المثال السفر إلى الفضاء أو خوض مغامرة في قاع البحار والمحيطات وغيرها من التجارب الصعبة والمستحيلة.
-
الترفيه والتسلية:
لا يمكن أن نغفل الدور الترفيهي الذي تلعبه تقنية الواقع الافتراضي الـ VR، إذ نقلت تلك التقنية عالم ألعاب الفيديو إلى مراحل شديدة التقدم بما وفرته من إمكانيات هائلة وضخمة في الترفيه والتسلية.
-
التدريب الرياضي
-
الثقافة العامة والتعليم والعروض التثقيفية المختلفة
كيف تستفيد من تقنية الـ AR والـ VR في متجرك الإلكتروني ؟
كما ذكرنا في الفقرات السابقة وأكدنا على أن كلًا من تقنية الواقع المعزز والواقع الافتراضي لها استخدامات عديدة في مجالات مختلفة، فإنه أمكن كذلك الاستفادة من تلك التقدم التكنولوجي الرهيب وتوظيف كلتا التقنيتين في خدمة نمو وتطور التجارة الإلكترونية حول العالم.
وكما أشرنا في المقدمة على أن عدم قدرة المتسوق على فحص ومعاينة المنتج بين مثلما هو الحال في المتاجر التقليدية، كان يُشكل واحدة من أصعب التحديات التي تواجه انتشار التجارة الإلكترونية؛ إلا أن الأمر اختلف تمامًا مع ظهور هاتين التقنيتين.
إذ أمكن لكافة المتاجر الإلكترونية ومواقع البيع عبر الإنترنت استخدام الواقع المعزز الـ AR والواقع الافتراضي الـ VR في الآتي:
- مساعدة المتسوقين على تجريب المنتجات، خاصة منتجات الملابس قبل شرائها من المتجر عبر الإنترنت. وبذلك نجحت عديد من المتاجر الإلكترونية في الحفاظ على نسبة كبيرة من المتسوقين التي تهجر الموقع قبل الشراء لهذا السبب.
- تمكين المستخدمين من العملاء والمتسوقين من معاينة الشكل الذي قد تبدو عليه المنتجات التي وقع عليها اختيارهم قبل الشراء، خاصة فيما يتعلق بمنتجات الأثاث وقطع الديكور مثلما فعلت العلامة التجارية الشهيرة “ايكيا”.
- حل مشاكل القياس لكثير من المنتجات التي يتردد المتسوقين في شرائها بسبب تخوفهم من المقاس في الوقت الذي لا يمكنهم تحديد مقاساتهم بشكل دقيق قبل شراء المنتج.
- زيادة ثقة العملاء والمتسوقين ودفعهم نحو الشراء بكل أمان واطمئنان شديدين، إذ أنه مع كل المزايا التي توفرها تقنية الواقع المعزز والواقع الافتراضي أصبح بإمكانهم تجربة مجموعة مختلفة من السلع والمنتجات المعروضة على مختلف المتاجر الإلكترونية.
أمثلة على توظيف تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز في التجارة الإلكترونية
- قام عملاق التجارة الإلكترونية في العالم شركة أمازون مؤخرًا بتوفير تجربة تسوق الواقع المعزز في تطبيق iOS الخاص بالشركة.
- تدرس كذلك منصة eBay عقد شراكة استراتيجية مع متاجر التجزئة الأسترالية مايرز، من أجل إنشاء موقع بيع إلكتروني يدعم تقنية الواقع الافتراضي.
- شركة الأثاث الشهيرة متعددة الجنسيات ايكيا IKEA توفر لمتسوقيها تطبيق كتالوج الواقع المعزز AR من أجل اختبار مدى ملائمة قطعة الأثاث للمنزل.
- متجر البيع بالتجزئة الشهير Converse بدأ كذلك في استخدام تكنولوجيا الواقع المعزز Augmented Reality في عرض المنتجات على المتسوقين.
- وكذلك متجر البيع بالتجزئة Lego.
- متجر سيفورا كذلك يُعتبر من أشهر النماذج على استخدام الواقع المعزز في مساعدة العميل على تصور شكل الملابس التي سوف يرتديها.
بدون بيانات بنكية، ولا مصاريف خفية