هل تأثرت انواع التجارة الالكترونية و المتاجر الالكترونية بظهور وتفشي فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 )؟!.
بالطبع تأثرت انواع التجارة الالكترونية كثيرًا بالأحداث التي وقعت مؤخرًا وأصابت العالم كله بحالة من الزعر والخوف والركود والجمود؛ كرد فعل طبيعي لظهور وباء غامض لا نملك عقار أو مصل فعال حياله حتى الآن.
إذ أن التجارة الالكترونية مثلها مثل باقي الصناعات والمجالات التي تتأثر بحالات عدم الاستقرار التي تُصاب بها المجتمعات نتيجة حدوث كوارث أو انتشار أمراض وأوبئة أو أي تغير يطرأ على النظام القائم بشكل عام.
وتحدثنا في مقالات سابقة على مدونتنا وأكدنا على أن ظهور فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 ) وتفشيه بشكل مرعب وسرعة مذهلة من دولة إلى أخرى حول العالم، أحدث تغيرات جذرية وكبيرة في السلوك الشرائي بشكل عام لدى المستهلكين، وكذلك في أسلوب وطريقة التسوق عبر الانترنت .
ليس هذا وفقط، بل تسبب فيروس كورونا المستجد أيضًا في ركود حركة البيع والشراء بشكل كبير في المحال والأسواق التجارية التقليدية، ما دفع كثيرين إلى التحول إلى التجارة الالكترونية لتفادي هذا الركود وتعويض تلك الخسائر.
ولوحظ أيضًا خلال هذه الأزمة العالمية ارتفاع الطلب على أنواع معينة من المنتجات بشكل تلاشى معه المخزون من تلك المنتجات، بينما في المقابل انخفض كثيرًا الطلب على مجموعة من المنتجات التي كانت تتصدر المبيعات على مختلف المتاجر الالكترونية .
وفي مقال سابق أيضا استعرضنا مجموعة من المنتجات التي زاد الطلب عليها كثيرًا تزامنًا مع ظهور وباء الكورونا والتي استطاعت أن تتصدر قائمة المنتجات الأكثر مبيعًا خلال تلك الأزمة.
وفي هذا المقال الجديد على مدونة التجارة الالكترونية “إكسباند كارت”، سوف نتعرف سويًا على انواع التجارة الالكترونية المتوقع نموها في 2020 تزامنًا مع وبسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19).
تصنيفات انواع التجارة الالكترونية
قبل البدء في الحديث عن واستعراض انواع التجارة الالكترونية المتوقع نموها في 2020 بعد ظهور فيروس كورونا المستجد، دعنا نطلعك على أبرز تصنيفات التجارة الالكترونية ، أو الأسس التي يتم بناء عليها تصنيف انواع التجارة الالكترونية .
إذ يتم تقسيم التجارة الالكترونية حول العالم إلى انواع مختلفة بناء على مجموعة من الأسس، من ضمنها التقسيم وفق طرفي العملية التجارية _أي البائع والمشتري_، والتقسم وفق ما يتم بيعه من منتجات أو خدمات أو سلع _أي وفق ما يُباع أو يُشترى_، وأخيرًا التقسيم بناء على نموذج الأعمال.
ولكن ما الفرق بين كل تصنيف من تلك التصنيفات؟!؛ هذا ما سوف نتعرف عليه في الفقرة التالية:
أولًا/ انواع التجارة الإلكترونية وفق هوية طرفي العملية التجارية
هذا التصنيف يتم فيه تقسيم التجارة الالكترونية إلى عدة أنواع مختلفة على حسب هوية البائع والمشتري، بمعنى أخر هل المشتري فرد أو شركة أو مؤسسة حكومية وهكذا بالتطبيق على طرف البائع.
ووفق هذا التصنيف تنقسم انواع التجارة الالكترونية إلى الآتي:
-
التبادل التجاري من شركة لأخرى الـ (B2B)
وهو ذلك النوع من التجارة الالكترونية الذي تتم فيه عملية البيع والشراء بين طرفين كلاهما يمثل شركة قائمة بذاتها، إذ أن جميع العمليات التجارية الالكترونية من سلع ومنتجات أو حتى خدمات تحدث بين شركات، أي أن البائع يكون شركة والعميل أو المشتري أيضًا يكون شركة.
-
التبادل التجاري من شركة إلى عميل الـ (B2C)
النوع الثاني من التعاملات التجارية عبر الإنترنت، هب تلك التعاملات والتبادل التجاري الذي يتم بين شركة وعميل أو مستهلك، وهنا تلعب الشركة أو المؤسسة دور البائع، بينما العميل يلعب دور المشتري.
ويعتبر هذا النوع من التجارة الالكترونية هو الطريقة التقليدية التي تبيع فيها الشركات منتجاتها للعملاء، وهو ما يتم عن طريق المتاجر الالكترونية مثل أمازون وإيباي وجوميا وسوق وغيرها من مواقع التسوق عبر الإنترنت.
-
التعاملات التجارية من مستهلك لمستهلك الـ (C2C)
أما الشكل الثالث للتعاملات التجارية الإلكترونية هو التبادل التجاري بين المستهلكين، والذي تتم فيه جركة البيع والشراء بين طرفين كلاهما مستهلك، وهو شائع كثيرًا في معارض الحرف اليدوية أو مواقع التسوق التي تعرض منتجات مستعملة للبيع، والتي يقوم فيها الأفراد بعرض منتجاتهم المستعملة للبيع لمستهلكين آخرين.
-
من الأفراد للشركات الـ (C2B)
نوع آخر من انواع التجارة الالكترونية حسب هوية طرفي العملية التجارية، هو التبادل التجاري بين الأفراد والشركات، ولكن يلعب الأفراد في هذا النوع دور البائه، بينما تلعب الشركات دور المشتري.
وهو نوع يقوم فيه الأفراد ببيع منتجاتهم أو خدماتهم للشركات التي تحتاج إلى مثا هذه المنتجات والخدمات، وهذا النوع من التجارة الالكترونية لم يكن منتشراً كثيراً حتى وقت قريب.
ومن أشهر الأمثلة الحية على هذا النوع من التبادل التجاري من الأفراد للشركات، المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي الذين تعتمد عليهم العديد من الشركات والعلامات التجارية في التسويق لها بين جمهورهم ومتابعينهم.
-
من الشركات إلى الحكومات الـ (B2G)
نوع أخر بين تلك الأنواع هو التبادل التجاري الذي يتم بين الشركات والحكومات، والذي تكون فيه الحكومات إحدى أطرافه، وفي هذا النوع تكون المؤسسات الحكومية هي العميل الذي يستقبل المنتجات أو الخدمات التي يحتاج إليها من شركات معينة.
-
من الحكومة إلى الشركات الـ (G2B)
تلعب في الحكومات دور البائع الذي يزود الشركات الخاصة بالمنتجات والسلع والخدمات على اختلاف أنواعها.
- من الحكومة إلى الأفراد الـ (G2C)
نوع أخير من انواع التجارة الالكترونية وفق هوية طرفي العملية التجارية، هو التعاملات التجارية الإلكترونية التي تتم بين الحكومات والأفراد المستهلكين، والذي تلعب فيه الحكومة أيضًا دور البائع للخدمات والمنتجات أو السلع ويشمل كافة مبيعات الحكومة للأفراد.
ثانيًا/ انواع التجارة الالكترونية وفق ما يتم بيعه
أما وفق هذا التصنيف الذي يتم فيه تقسيم التجارة الالكترونية إلى أنواع على حسب طبيعة ما يُباع ويُشترى من السلع والمنتجات وكذلك الخدمات، تنقسم التجارة الالكترونية إلى التالي:
-
متاجر بيع الخدمات
أول نوع من انواع التجارة الالكترونية بعد تصنيفها على حسب طبيعة ما يُباع ويُشترى على إلكترونيًا عبر الإنترنت، هو المتاجر الالكترونية التي تبيع الخدمات عبر الانترنت وليس المنتجات أو السلع.
على سبيل المثال وليس الحصر، مواقع الويب التي تضم عدد من الاستشاريين وكُتاب المحتوى والمسوقين وغيرهم من الذين يُطلق عليهم الفريلانسرز، الذين يقدمون خدمات التسويق الإلكتروني وكتابة المحتوى والترجمة والأداء الصوتي والخدمات الإعلانية وغيرها من الخدمات.
ويأتي موقع خمسات وفايفر وسوق مستقل ضمن المتاجرالالكترونية التي تبيع الخدمات على شبكة الإنترنت.
-
متاجر بيع السلع المادية
أما النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا حول العالم من انواع التجارة الالكترونية من حيث طبيعة ما يُباع ويُشترى هو المتاجر الالكترونية التي تقوم ببيع المنتجات والسلع المادية الملموسة عبر شبكة الإنترنت.
ويمثل هذا النوع الشكل التقليدي من البيع عبر الإنترنت وتجارة التجزئة، وهو يشمل كافة متاجر البيع بالتجزئة التي تبيع الملابس والأحذية والأدوات المنزلية والهدايا والمواد الغذائية وغيرها من المنتجات المادية التي لا حصر لها والمتوفرة على العديد من المتاجر الالكترونية حول العالم.
وبالتعامل مع مثل هذه المتاجر يتمكن كافة المتسوقين من طلب ما يحتاجون إليه من المنتجات المعروضة وإضافتها إلى عربة التسوق الخاصة بهم داخل المتجر ومن تأكيد الطلب واختيار طريقة الدفع سواء إلكترونيًا او عند الاستلام، انتهاءاً بشحن المنتج إلى منزل العميل أو المتسوق.
وتنشر هذه النوعية من المتاجر الالكترونية بشكل كبير في عالمنا العربي وحول العالم كافة، على سبيل المثال متجر نون و سوق دوت كوم و جوميا و نمشي وغيرها من مواقع التسوق الإلكتروني.
-
متاجر بيع المنتجات الرقمية
آخر نوع من انواع التجارة الالكترونية حسب طبيعة المنتج المُباع هو المتاجر الالكترونية التي تبيع المنتجات الرقمية للعملاء والمتسوقين عبر شبكة الإنترنت.
وتشمل المنتجات الرقمية التي تقوم العديد من المتاجر الالكترونية حول العالم ببيعها الكتب الإلكترونية والأفلام والمسلسلات والدورات التدريبية والبرامج المختلفة وكذلك الصور والرسومات وغيرها الكثير من السلع الافتراضية على الإنترنت.
وهناك العديد من مواقع التسوق التي تعمل في مثل هذا النوع من التجارة الالكترونية والتي تتاجر في المنتجات الرقمية فقط على الإنترنت مثل:
- موقع يوديمي Udemy: وهو أحد مواقع الكورسات التدريبية والتعليمية الشهيرة حول العالم، الذي يساعد الأفراد على تنمية مهاراتهم في مختلف المجالات والصناعات.
- متجر شتر ستوك Shutterstock: واحد من أكثر المتاجر الالكترونية التي تبيع الصور والرسومات الاحترافية انتشارًا حول العالم.
ولكن، ما هي أهم انواع التجارة الالكترونية التي يتوقع أن تحقق نمو كبير خلال هذه الفترة العصيبة التي يمر بها المجتمع الإنساني كافة في طل تفشي فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 )؟!.
هذا هو ما سوف نتعرف عليه في الفقرة التالية، بعد أن استعرضنا أهم وأبرز انواع التجارة الالكترونية حسب التصنيفات المختلفة لها. هيا بنا نتعرف على الأنواع المتوقع نموها:
التجارة الإلكترونية المتوقع نموها بعد كورونا
من الطبيعي أن تسجل بعض انواع التجارة الالكترونية ازدهارًا كبير في مقابل اندثار أو تأخر انواع أخرى في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 ), وفيما يلي الأنواع المتوقع نموها خلال هذه الفترة:
-
التجارة الالكترونية بين الشركات والأفراد الـ (B2C)
من المتوقع أن ينمو هذا النوع من التجارة الالكترونية كثيرًا خلال هذه الأزمة خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد بشكل مرعب والتوقعات باستمرار الأزمة لفترات طويلة.
فمع التدابير والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها معظم دول العالم لمواجهة انتشار الوباء، والتي من ضمنها الحجر المنزلي وحظر التجول في كثير من الدول، يتوقع بشدة أن تشهد حركة البيع من الشركات إلى الأفراد ازدهارًا كبيرًا خلال هذه الفترة.
ففي ظل إغلاق العديد من المحال التجارية التقليدية والأسواق التجارية منعًا للتجمعات والاختلاط الذي قد يتسبب في ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 )، بدء الأفراد يهرعون إلى المتاجر الالكترونية من أجل تلبية والحصول على احتياجاتهم من السلع والمنتجات وحتى الخدمات.
-
متاجر بيع السلع المادية
من المتوقع أيضًا خلال هذه الفترة العصبية أن تشهد المتاجر التي تبيع المنتجات المادية مبيعات ضخمة، ولكن على صعيد منتجات بعينها على حساب منتجات أخرى.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر، لوحظ خلال الأشهر الماضية بداية من ظهور وباء الكورونا ارتفاع مبيعات منتجات العناية الصحية مثل (الكمامات – الأقنعة الطبية – المطهرات الصحية الكحولية – القفزات الطبية – وغيرها).
بالإضافة إلى الارتفاع الشديد في حجم مبيعات منتجات البقالة بمختلف أنواعها وأشكالها حول العالم، والتي شهدت إقبال شديد من قبل المستهلكين حول العالم بسبب حالة الفزع والزعر التي أصابت المجتمعات بسبب الغموض المرتبط بتفشي المرض وعدم تقدير المدة التي قد تستمر عليها الأوضاع.
وهو ما فسره العديد من علماء النفس والاجتماع بأنه نوع من فوبيا الخوف التي تولدت لدى الكثيرين تزامنًا مع ظهور فيروس كورونا.
-
متاجر بيع المنتجات الرقمية
من انواع التجارة الالكترونية المتوقع نموها بشدة تزامنًا مع ظهور وتفشي فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 )، المتاجر الالكترونية التي بيع المنتجات الرقمية، وخاصة المتعلقة بالترفيه.
وساعدت قرارات تطبيق حظر التجول في كثير من الدول حول العالم وفرض الحجر المنزلي على الشعوب، في ازدهار بيع المنتجات الرقمية وخاصة تلك التي تتعلق بالترفيه؛ من أجل الرغبة في قتل الممل المصاحب للبقاء في المنزل لفترات طويلة، وفي ظل التوقع باستمرار هذا الوضع.
وعلى سبيل المثال نجد أن منتجات الترفيه التابعة لـ Netflix و Amazon و Hulu و Disney + قد شهدت مكاسب غير نمطية في عدد المشتركين في الربع الأول من عام 2020.
لم تبدأ رحلة عملك عبر الإنترنت بعد؟! لا تضيّع الفرصة وامتلك متجر إلكتروني مجاني تمامًا على منصة اكسباندكارت في دقائق.
بدون بيانات بنكية، ولا مصاريف خفية