تحدث كثيرون عن الدور المجتمعي الواجب أن تقوم به كافة شركات ريادة الاعمال ضد ازمة فيروس كورونا على اختلاف أنواعها ونشاطها حول العالم، وتحدثت أيضًا العديد من تلك الشركات عن دورها وشاركت قصصها التي ترصد ما قدمته من مساعدات لمختلف فئات المجتمع في أوقات ومواقف مختلفة.
إلا أنه هناك العديد من شركات ريادة الاعمال التي تتقاعس عن أداء هذا الدور في المجتمع، وتغفل كذلك عن أهميته الكبيرة، ليس فقط من الناحية الإنسانية والمشاركة الاجتماعية الواجب إعلاء قيمتها بيننا، وإنما كذلك أهميته في بناء وتقوية ودعم العلامة التجارية في السوق.
ويبرز الدور المجتمعي لشركات ريادة الاعمال بشدة في أوقات الكوارث بمحتلف أنواعها والأزمات الكبرى والصراعات والحروب وكذلك في أوقات انتشار الأمراض والأوبئة، فهي الأوقات التي تكون فيها المجتمعات في حاجة شديدة إلى المساعدة.
وهذا هو ما نعيشه في الفترة الراهنة بعد أن تحول فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 ) إلى وباء عالمي يعاني من ويلاته المجتمع الإنساني كافة، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
إذ تبلور المرض من كونه فيروس مستجد يهدد منطقة محددة – وهي منطقة ظهوره في مدينة ووهان الصينية – إلى جائحة تهدد العالم أجمع متخطيًا كافة الحواجز الجغرافية بين الدول والقارات.
وترتب على تفشي فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 ) العديد من الآثار السلبية على المجتمعات بشكل عام، وعلى فئات وأفراد بعينها، من ارتفاع كبير في أعداد المصابين والوفيات، وكساد اقتصادي ضخم، وركود في حركة البيع والشراء، وغيرها من المصائب التي احتاجت إلى تكاتف بين الحكومات والأنظمة وفئات المجتمع وتقديم العون والمساعدة من شركات الأعمال المختلفة.
وأكدت أزمة كورونا التي نعيشها حاليًا على أهمية تحمل الجميع وفي مقدمتهم شركات ريادة الاعمال لمسئوليتها الاجتماعية وأداء دورها المجتمعي في مواجهة تفشي هذا الوباء ومساعدة الفئات الأكثر ضررًا من جراءه.
وخلال هذا المقال الجديد على مدونة التجارة الإلكترونية “إكسباند كارت”، وسوف نستعرض عدد من النماذج المشرفة لشركات ريادة الاعمال التي استجابت لدورها المجتمعي وساعدت في مكافحة ومواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 ).
4 نماذج لشركات ريادة الاعمال المستقلة وكيف ساعدت في مواجهة وباء كورونا
هناك العديد من شركات ريادة الاعمال حول العالم لعبت أدوارًا مشرفة خلال الحرب على فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) الذي اجتاح العالم ومازال يتمدد بشراسة ويتفشى بشكل هيستيري بين الأفراد، حاصدًا الآلاف من الأرواح.
هذه الشركات أدت أدوارًا من منطلق مسئوليتها الاجتماعية للمساعدة في التقيل من وطأة الخراب والكوراث التي أحدثها انتشار الفيروس نتيجة الركود في كافة مناحي الحياة، والذي فرضته إجراءات السلامة والوقاية وحصر تفشي الوباء.
وفيما يلي مجموعة من أبرز هذه الشركات التي تعد نماذج مشرفة لشركات ريادة الاعمال حول العالم:
1- شركة « اكسباند كارت » : مبادرة تقديم الدعم لأصحاب الأعمال و تجار التجزئة المتضررين
مع ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) وتفشيه بشكل سريع وانتقاله من مكان ظهوره في دولة الصين الشعبية إلى معظم دول العالم، ومع ارتفاع أعداد المصابين وحالات الوفاة بشكل متسارع، شرعت العديد من الدول في اتخاذ تدابير وإجراءات كان من شأنها إلحاق خسائر كبيرة لأصحاب الأعمال والتجار بشكل عام.
إذ دعت منظمة الصحة العالمية كافة وزارات الصحة وحكومات البلدان الموبوءة إلى اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة في مواجهة تفشي الفيروس، والتي كان منها منع الاختلاط والتزاحم بين البشر خاصة في الأٍسواق وأماكن التجمعات والأماكن العامة وكذلك فرض حظر التجول.
وأدت تلك القرارات إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وتسببت في ركود حركة البيع والشراء في الأسواق التجارية التقليدية بنسب كبيرة أنذرت بإغلاق العديد من المحلات والأنشطة التجارية.
لذا، أطلقت شركة “إكسباند كارت”، منصة تصميم المتاجر الإلكترونية، مبادرة اجتماعية لمواجهة ركود الأسواق وتوقف حركات البيع والشراء في المحلات التجارية التقليدية؛ خوفًا من تفشي فيروس كورونا .
وتساعد مبادرة “إكسباند كارت” لمواجهة أزمة وباء كورونا كافة أصحاب الأنشطة التجارية والمحلات وأصحاب الأعمال الذين تضرروا من القرارات المصاحبة لظهور الفيروس، على نقل نشاطهم إلى الإنترنت من خلال التجارة الالكترونية ، كحل ذكي وفعال في مواجهة تفشي كورونا بين المتسوقين في الأسواق التقليدية.
وتقدم منصة “إكسباند كارت” لكافة المتضررين من أصحاب المحلات والأنشطة التجارية، متاجر الكترونية مجانية لمدة 3 شهور كاملة، بالإضافة إلى مساعدتهم على إطلاق متاجرهم الخاصة وضبط الإعدادات المرتبطة بمتجرهم بداية من رفع منتجاتهم على المتجر، مرورًا بالربط مع شركات الشحن الكبرى و بوابات الدفع الالكتروني الاحترافية، ونهاية بالبيع وتحصيل الأرباح بشكل سلس.
وبهذه المبادرة نجحت الشركة في مساعدة العديد من تجار التجزئة وأصحاب الأعمال الذين تضرروا بشدة من ظهور وتفشي فيروس كورونا ، على تعويض خسائرهم بشكل فعال وتأمين تجارتهم ضد أي كوارث أو أزمات متوقعة.
2- شركة FIGS : مبادرة التبرع للمستشفيات المحتاجة بمنتجات الشركة مجانًا
FIGS هي إحدى الشركات الطبية الرائدة في بيع الملابس الطبية بالتجزئة على شبكة الإنترنت ، وهي شركة أمريكية المنشأ مقرها في لوس أنجلوس ، كاليفورنيا.
وتبيع الشركة بشكل أساسي منتجات الدعك والتنظيف الطبية التي تأتي في مجموعة متنوعة من الألوان والأنماط.
تأسست في عام 2013 من قبل Heather Hasson و Trina Spear اللذين يعملان كرئيسين تنفيذيين مشاركين.
وانطلاقًا من الدور الاجتماعي والمسئولية الاجتماعية التي تقع على عاتق شركات ريادة الاعمال ، واستجابة لما يعانيه المجتمع الإنساني من فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، أطلقت شركة FIGS نظام تطبيقات مخصصًا وفرقة عمل متخصصة تعمل خصيصًا لمساعدة مقدمي الرعاية الطبية في المستشفيات التي تعالج انتشار الفيروس، والتي يعتمد عليها العالم بشكل كبير الآن، والتي تعمل في الخطوط الأمامية في مواجهة الوباء.
وأعلنت الشركة كذلك التزامها بـ التبرع بنحو 30،000 من منتجات التنظيف والدعك لديها للمستشفيات التي تحتاج إلى هذه المنتجات الطبية خلال الشهرين المقبلين.
وتقول جيني سيفريد ، نائب رئيس شركة FIGS للعلامة التجارية؛ تعليقًا على ذلك: “إن التبرع لمقدمي الرعاية الصحية المحتاجين هو جزء من حمضنا النووي”، مضيفة: “نحن متواضعون للغاية ونتشرف بأن نكون في وضع يمكننا من التحدث مباشرة إلى المتخصصين في الرعاية الصحية الذين يعملون ليلًا ونهارًا للحفاظ على سلامتنا”.
3- شركة فراجولا « Fragola » : مبادرة إطعام الأطفال وكبار السن المحتاجين خلال الأزمة
تعتبر فراجولا من العلامات التجارية الرائدة في مجال بيع طعام الأطفال بالتجزئة على شبكة الإنترنت، وقبل ظهور أزمة فيروس كورونا كانت مبيعات العلامة التجارية مستقرة بشكل كبير، وهو الحال نفسه بعد ظهور وتفشي الوباء، فلا زالت الأطفال في حاجة إلى الطعام.
ولكن رأت العلامة التجارية Fragola أن أزمة كورونا هي فرصة لها من أجل تقديم العون والمساعدة لهؤلاء الذين لا يستطيعون الحصول على وشراء منتجاتها، كجزء من تحمل مسئوليتها الاجتماعية تجاه شركاء الوطن والمجتمع الإنساني كافة.
لذا، أطلقت مالكة العلامة التجارية Fragola ، أوغسطينا فالينزا، مبادرة من أجل تقديم الطعام إلى أطفال الأسر المحتاجة وكذلك نوفير الطعام لكبار السن الغير قادرين بسبب الأزمات والركود الذي سببه وباء الكورونا ، وبالفعل نجح برنامج المبادرة حتى 22 مارس، في تجميع تبرعات بنحو 6500 حاوية من المواد الغذائية.
وتقول مؤسِّسة فراجولا، أوغسطينا فالينزا: “لدي القدرة على المساعدة والمنصة الأساسية لتقديم المساعدة، أنا ذاهبة للمساعدة الآن”.
4- شركة Peace Collective : مبادرة التبرع بوجبات غذائية مقابل كل عملية شراء
Peace Collective هي ماركة ملابس كندية مقرها في تورونتو، أوناريو، وكندا، تأسست تلك العلامة التجارية في عام 2014 من قبل Yanal Dhailieh.
وتعتبر شركة Peace Collective جزء من مؤسسة مجموعة السلام الخيرية التي تعمل جهودها الخيرية كنموذج واحد مقابل واحد، مع كل عملية شراء تؤدي إلى التبرع مباشرة إلى الكندي المحتاج.
بالفعل توجه العلامة التجارية جهودها بشكل فعال نحو خدمة المجتمع حتى قبل انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، إذ كانت Peace Collective تتبرع بالفعل بالوجبات المدرسية مع كل عملية شراء.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل استمرار الأزمة واستمرار المرض في التفشي واستمرار الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، سجلت بنوك الغذاء المحلية تضررًا كبيرًا من الوباء مع زيادة الطلب على الغذاء وانخفاض ساعات العمل التطوعي بسبب العزلة الذاتية وفرض حظر التجول.
وهو ما دفع الشركة إلى إطلاق مبادرة مساعدة بنوك الطعام لتقديم الوجبات الغذائية للأسر والفئات الأكثر فقرًا والمتضررة من فيروس كورونا ، إذ أعلنت أنه مقابل كل قطعة ملابس يتم بيعها من مجموعة Home Is التابعة للعلامة التجارية، سيتم الآن تقديم ثلاث وجبات إلى أحد بنوك الطعام السبع الشريكة عبر كندا.
ويقول صاحب العلامة التجارية، يانال: “هذا وضع فريد يشعر فيه كل شخص في البلد بنفس الطريقة – معزولة وغير مؤكدة ، ولكن بطريقة ما وجدنا جميعًا طرقًا للتواصل كمجتمع”.
كلمات أخيرة عن أزمة فيروس كورونا :
مع ظهور الأزمات والكوارث واندلاع الحروب وانتشار الأمراض والأوبئة، تبدأ الأنظار تتجه إلى رواد الأعمال وأصحاب الشركات وشركات ريادة الاعمال ، في انتظار القيام بالدور المجتمعي الواجب عليها في محاربة الخسائر والخراب الواقع جراء هذه الأزمات والكوارث.
وهو ما حدث بالفعل مع ظهور فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 ) وتفشيه بمختلف دول العالم، وما أعقبه من أضرار كبيرة للعديد من الفئات في المجتمع، إذ انتظر العديد من شركات ريادة الاعمال تقديم يد العون والمساعدة لمكافحة وتخطي هذه الأزمة، خاصة على صعيد الفئات الأكثر تضررًا.
وبالفعل، استجاب عدد لا بأس به من شركات ريادة الاعمال على اختلاف أشكالها ونشاطها حول العالم للأزمة، وبدأت في إطلاق مبادرات للمساعدة في التعامل مع الأزمة ومعاونة العديد من الفئات في الصمود في وجه الخراب الذي أحدثه فيروس كورونا .
وخلال هذا المقال على مدونتنا، استعرضنا عدد من العلامات التجارية وشركات التجزئة و ريادة الاعمال حول العالم، التي تحملت مسئوليتها تجاه المجتمع في مواجهة الأزمة، وكانت نماذج مشرفة لكافة شركات الأعمال .
والآن, جاء دورك من أجل أن تشاركنا بعض الأعمال اللطيفة البسيطة التي يقوم بها عملك لمساعدة مجتمعك خلال الوباء؟
لتبدأ عملك الخاص في البيع عبر الإنترنت ، فأنت بحاجة إلى متجر إلكتروني احترافي.
الآن يمكنك إنشاء متجرك مجانًا على “اكسباندكارت” في 3 خطوات سريعة.بدون بيانات بنكية، ولا مصاريف خفية