يجد الكثيرون صعوبة بالغة في التحدث عن أنفسهم أو الإشارة إلى إنجازاتهم عمومًا أمام الآخرين، وقد يكون هذا الأمر محمودًا في العلاقات والتعاملات البشرية المباشرة، بينما في عالم الأعمال الأمر مختلف تمامًا. إذ يُعتبر التسويق للذات أحد المهام الضرورية التي يحتاج إليها عملك للوصول إلى الأهداف المنشودة وتحقيق النجاح.
والحديث عن إنجازاتك ومهاراتك لا يمكن له أن يتم بعشوائية كما يظن البعض، إنما هو فن دقيق نُطلق عليه في عالم التسويق والأعمال فن تسويق الذات. ولا يُعتبر شيء نخجل منه أو من الإتيان به، بالعكس لابد من التعامل مع إنجازات عملك ومهاراتك على أنها أشياء تدعو للتفاخر ولابد للجميع أن يعرفها ويسمع عنها جيدًا.
إذ يمكنك أن تحقق من الترويج للذات فوائد عدة ومهمة لعملك، منها اكتساب الثقة وتعزيز الثقة بالنفس وكذلك مساعدة عملائك والآخرين على التعرف على قدراتك ومهاراتك وأيضًا ما يميزك ونقاط القوة لديك، وغيرها الكثير من المزايا لعملك.
لكن، ماهو الترويج للذات؟ وكيف تكتشف ما الذي يميزك عن الآخرين؟ وماهي طريقة ممارسة تسويق النفس؟ وأهمية التسويق للذات باحترافية؟ وماهي استراتيجيات تسويق الذات؟ كل هذا وأكثر سوف نجيب عليه بالتفصيل خلال هذا الدليل من اكسباندكارت.
فقط واصل القراءة وبنهاية هذا الدليل سوف تكون قادرًا على ممارسة فن تسويق الذات باحترافية شديدة وسوف تشاهد مردودها على أداء عملك وتحقيق أهدافه بفاعلية كبيرة. جاهز؟! إذًا لننطلق الآن.
حمل نسختك المجانية الآن ?
في البداية دعونا نشير إلى أننا سوف نمر بثلاث محطات أساسية خلال رحلتنا انطلاقًا من التعريف بمفهوم الترويج للذات ونهاية باكتساب القدرة على ممارسة فن تسويق الذات باحترافية ونجاح. الآن، إليك قائمة بالمحتويات:
- مدخل إلى تسويق الذات وبناء العلامة التجارية الشخصية
- اكتشاف ما يميزك ويميز علامتك التجارية
- كيف يمكنك التسويق للذات وبناء العلامة التجارية الشخصية؟
ماهو الترويج للذات Self-Branding؟
بعض الأشياء تحتاج من صاحبها أن يبرزها للآخرين بشكل منمق بعيدًا عن التكبر والتعالي، وهي أشياء لا يمكن للمتعاملين معك أو الذين تريد بناء علاقة قوية معهم أن يكتشفونها بسهولة دون الإشارة إليها بوضوح.
الأشياء تلك تتمثل في مهاراتك وإنجازاتك ونقاط تفردك وتميزك في عملك أو علاقتك بهم. وعند الحديث عنها بالشكل اللائق، فإنك بذلك تكون قد مارست فعلًا التسويق للذات بنجاح.
مثال عملي: عندما تكون لديك مقابلة عمل لشغل وظيفة أحلامك، فإنه يتطلب منك تقديم نفسك والحديث عن مهاراتك وإنجازاتك وقدراتك وإبداعاتك التي تجعلك الأحق بالوظيفة بشكل دقيق ولبق بما يُقنع من يُجري لك تلك المقابلة. وبالتالي أنت تحتاج إلى تسويق النفس بالشكل اللائق. وقد يكون تسويقك لنفسك هذا هو العامل الأساسي وراء اختيارك للوظيفة دونًا عن باقي المتقدمين الذين يمتلكون بالفعل نفس قدراتك ومهاراتك إلا أنهم لم يستطيعوا التعبير عنها وإبرازها بالشكل المناسب.
واعلم: الترويج للذات ليس له علاقة بالتباهي على الإطلاق، فلابد لك وأنت تتحدث عما لديك أن تكون دقيقًا فيما تتحدث عنه دون مبالغة وألا تُشعر الآخرين بالتباهي أو التعالي في نبرة صوتك ولغة حديثك. إذ يشعر كثيرون بالنفور كثيرًا من مثل هذا السلوك بما يجعل ترويج نفسك سلاح ضدك وليس معك.
فالترويج للذات بشكل بسيط ومختصر هو فن تقديم النفس للآخرين بالحديث عن القدرات والمهارات والإنجازات ونقاط التميز والإبداع بشكل لائق ومناسب ولبق بعيد تمامًا عن التباهي والكبر. ويكون الهدف منها في الأساس قطع مسافات طويلة في العلاقات مع الآخرين بحيث يتبينوا أهم ما تتصف به بشكل دقيق وصولًا إلى تحقيق أهدافك.
وبالتطبيق على عالم الأعمال، فهو نفس الشيء الذي تمارسه العلامات التجارية مع عملائها بالحديث عن الخدمات التي تقدمها والمنتجات التي تبيعها والإشارة إلى المزايا التي لديها ونقاط تميز ما تقدمه وتبيعه عما يقدمه ويبيعه المنافسون.
إذ تتضمن عملية العلامة التجارية الشخصية العثور على تفردك، وبناء سمعة على الأشياء التي تريد أن تشتهر بها، ثم السماح لنفسك بأن تكون معروفًا بها. في النهاية، الهدف هو إنشاء شيء ينقل رسالة ويمكن تحقيق الدخل منه.
وحتى تتمكن من ممارسة هذا الفن بدقة واحترافية شديدة، فأنت تحتاج إلى طرح مجموعة معينة من الأسئلة على نفسك والإجابة هي التي سوف تؤهلك للترويج لذاتك بالشكل اللائق والمناسب. إذا تحتاج أن تسأل نفسك:
- مـن أنـا بشكل واضح؟
- ومـاذا أعـرف عن نفسـي؟
- وما هي مهاراتي وقدراتي وإنجازاتي وإبداعاتي؟
- ما هو المميز لدي ولا يتوفر لدى قرنائي؟
- ما هي طموحاتي بالتحديد وأهدافي؟
- وكيـف اسـتثمر إيجابياتـي؟
هذا باختصار هو الترويج للذات وبناء العلامة التجارية الشخصية بشكل دقيق وناجح. لكن، لماذا يتسم الترويج الذاتي بالصعوبة؟ هذا ما سوف نجيب عليه في الفقرة التالية.
لماذا يتصف التسويق للذات بالصعوبة؟
يطرح كثير من المسوقين حول العالم ورواد الأعمال وأصحاب المشاريع والشركات سؤال: لماذا يتصف التسويق للنفس بالصعوبة؟
وبشكل كبير تكمن الإجابة على هذا التساؤل في كون أن هناك خيط رفيع جدًا بين تسويق النفس والتباهي الذي ينفر منه الكثيرون. إذًا التسويق الشخصي يُعتبر سلاح ذو حدين، إما أن يصب في مصلحة العمل إذا مورس باحترافية وإما أن يخرج عن هذا ويعكس شعور لدى الآخرين بالتباهي.
من هنا تأتي الصعوبة التي يتساءل الكثيرون عن أسبابها. وبشكل عام يقاوم الأشخاص تسويق النفس لأنه في الأساس يشعرهم بالنفور. بينما يجد البعض الآخر صعوبة في إظهار أنفسهم والترويج لها لأسباب ترجع إلى الثقافة وهكذا. إلا أنك إذا بحثت في النهاية ستجد أنها كلها تدور حول الخوف من الوقوع في دائرة التباهي التي ينفر منها الجميع.
وإذا كان تسويق النفس يحمل مثل هذه الخطورة في ممارسته، فلماذا يحتاج الأشخاص والعلامات التجارية إليه؟ ما يدفعنا نحو التأكيد على أهمية بل وضرورة التسويق للذات هي مجموعة المزايا والفوائد التي يمكن تحقيقها من ورائه. إذ تؤكد الأبحاث أنه أمر ضروري للغاية وأساسي للنجاح في الوظائف.
وخلال الفقرة التالية سوف نتحدث بشيء من التفصيل عن مجموعة تلك المزايا والفوائد لك ولعملك بشكل عام.
أهمية ومزايا التسويق للذات self-promotion
يحمل تسويق النفس العديد من المزايا ويؤدي أيضًا مجموعة من المهام سواء للأشخاص أو العلامات التجارية. ويمكننا أن نستعرض أهمها بشكل عام وبالطبع يمكن التعميم على مختلف الكيانات سواء أشخاص أو مؤسسات.
-
اكتساب الثقة وتعزيزها
يساعد التسويق الشخصي في بناء واكتساب الثقة في النفس وتعزيزها في مراحل متقدمة. ودعنا نؤكد على أن الثقة في ما تقدمه من خدمات أو تبيعه من منتجات والحديث عن مميزاتها يعطي انطباعا إيجابيًا لدى العملاء.
ملحوظة: يكتسب العملاء الثقة فيما تقدمه علامتك التجارية من إحساسهم بثقتك فيما تقدم عند الحديث أمامهم بشكل معتدل بعيدًا عن التباهي أو الاستعراض. لذا احرص على الترويج للذات بشكل احترافي ومعتدل حتى تكتسب الثقة التي تنعكس بعد ذلك على ثقة وولاء العملاء للعلامة التجارية.
-
التعريف بمهاراتك وقدراتك بشكل واضح وسريع
من أهم مزايا تسويق النفس قدرتها على اختصار مسافات طويلة في تعريف الآخرين بما لديك من مهارات وقدرات ونقاط تفرد بشكل واضح بما يقتصر الوقت اللازم لاكتشاف تلك بأنفسهم. وهذا من شأنه أن يمنحك ميزة إضافية عن غيرك بسبب قدرتك على خلق صورة ذهنية عن مهاراتك وإنجازاتك في أذهان الآخرين.
بالدليل: وفق جوجل Google أظهرت الدراسات أن القدرة على تسويق نفسك لن يضمن لك الوظيفة فحسب، بل سيضمن لك الوظيفة التي ستنجح فيها فعلاً. كلما كنت دقيقًا عند الحديث عن مهاراتك وصفاتك وإنجازاتك السابقة، كان الشخص الذي تتفاعل معه أقدر على اتخاذ القرار الصحيح بخصوصك.
-
إظهار إمكاناتك غير المستغلة
ميزة أخرى لا يمكن تجاهلها لما تحمله من أهمية وهي أن التسويق للذات يساعدك بشكل فعال على معرفة وإظهار الإمكانات الخاصة بك والغير مستغلة على الإطلاق، بما يدعم الفرصة نحو الاستثمار فيها واستغلالها بالشكل المناسب.
-
الاقتراب من تحقيق أهدافك
أكدت الأبحاث على أن الاحترافية في تسويق الذات تُعد أحد أهم العوامل التي تساعدك بشكل فعال على الاقتراب أكثر من تحقيق أهدافك بل وتحقيقها بالفعل. إذ يعتبر من الأمور الضرورية للغاية وأساسي للنجاح في الوظائف بشكل عام.
هل تريد احتراف التجارة الإلكترونية وتبحث عن مصدر مناسب؟ يمكنك الآن تحميل كتابنا المجاني عن التجارة الإلكترونية من البداية إلى الاحتراف
اكتشاف ما يميزك
انتهينا في المحطة السابقة من رحلتنا من التعرف على مفهوم الترويج للذات وبناء العلامة التجارية الشخصية، وسبب صعوبة تسويق النفس التي يواجهها كثير من المسوقين وأصحاب الأعمال، وكذلك أهمية ومزايا التسويق الشخصي.
الآن، ننتقل إلى محطة أخرى غاية في الأهمية، وهي اكتشاف ما يميزك ويجعل علامتك التجارية فريدة بين باقي المنافسين من العلامات التجارية التي تقدم نفس الخدمات أو تبيع نفس المنتجات.
ولعل أهم خطوة في طريق التسويق للذات بفاعلية ونجاح بداية من اكتساب الثقة ونهاية بتحقيق الأهداف المنشودة، هي اكتشاف ما يميزك وما هي نقاط تفردك!
ويواجه كثيرون صعوبة بالغة في اكتشاف ذواتهم وما يميزها عن غيرها، وبذلك يمكن أن تتحطم آمالهم في الترويج الذاتي بنجاح بما يمكنهم من تحقيق أهدافهم. لذا سوف نشرح لكم في هذه الفقرة تطبيق عملي على طريقة فعالة يمكنكم تجريبها في اكتشاف ذواتكم وأهم ما يميزها.
تطبيق عملي
الآن أنت تحاول بشكل أو بآخر اكتشاف ما يميزك تمهيدًا لتسويق نفسك بالشكل المناسب الذي يحقق لك أهدافك في نهاية الرحلة. ولكن، تجد صعوبة في التعرف على أهم تلك المميزات وتعتقد بأنك لن تجد الكثير منها إذا ما حاولت البحث عنها داخل نفسك. لذا اتبع معي تلك الإجراءات وسوف تشعر بالفرق:
أولًا/ احضر ورقة وقلم وحاول تدوين أهم ما يميزك
تحتاج في البداية إلى أن تكسر حاجز الخوف الذي يقف بينك وبين اكتشاف ما يميزك، لذا ننصح بتجريب استحضار الذهن والبحث في نفسك عن الأمور التي تجعلك مميزًا ومحاولة تدوين كل أمر تصل إليه بدقة ودون خجل. الآن، صف لنا ما هو شعورك؟!
بالطبع تشعر ببعض الصعوبة وأن الأفكار مستعصية الولادة ولا تناسب بشكل طبيعي في البداية. هنا تحتاج بشدة إلى الاستمرار في التفكير واستحضار الذهن أكثر، ومع بدء الكتابة بالفعل والتفكير في أي إنجاز استطعت تحقيقه ستلاحظ أن المهارات والإنجازات تنساب واحدة تلو الأخرى.
صف لنا شعورك الآن؟ بالطبع تشعر الآن شعور مختلف للغاية، واعتقد أنك كنت تفكر في بادئ الأمر أن ما سوف تكتبه سيكون قليلًا للغاية ولكنك تفاجئت بحجم الإنجازات التي حققتها والمهارات التي تمتلكها ونجحت بالفعل في التحدث عن نفسك بإيجابية كبيرة.
انتظر! المهمة لم تتنه بعد، تلك هي الخطوة الأولى فقط ولا زالت تحتاج إلى إجراءات أخرى لكسر حاجز الخوف هذا وصولًا إلى التحدث عن قدراتك ومهاراتك بفن بعيدًا التباهي أو العشوائية.
ثانيًا/ قراءة ما دونته بصوت مسموع
في المرحلة الثانية تأكيد على أنك بالفعل نجحت في كسر حاجز الخوف الذي يمنعك من اكتشاف ما يميزك والتحدث بأريحية شديدة عن إنجازاتك ومهاراتك. في هذه المرحلة أنت تحتاج إلى قراءة ما كتبته من مميزاتك وقدراتك بصوت عالي على نفسك. هل يمكنك هذا أم لا زال لديك خوف وتردد وخجل؟!
حسنًا، يمكنك أن تردد خلفي الآن بصوت عالي ومن ثم تُعيد ما كتبته على نفسك.
أنا مميز لأنني بدأت عملي الخاص وأُحرز تقدمًا يومًا بعد يوم.
أنا مميزة لأنني نجحت في زيادة أرباح الشركة.
أنا مميز لأنني استطعت حل مشاكل العملاء مع المتجر ورفع درجة الولاء لديهم.
أنا مميز لأنني انتقلت بمشروعي من المحلية إلى العالمية.
أنا أصغر مدير في الشركة.
وهكذا، وغيرها من الأمور المميزة التي يمكن أن تكتشفها في نفسك بما يجعلك مميز بالفعل.
الآن، صف لنا شعورك بعد أن رددت مميزاتك بصوت عالي! لعلك شعرت أن الحديث عنها بصوت عالي أصعب كثيرًا من كتابتها على ورق أو في مدونتك، لكن بالطبع اكتشفت في نفسك أمور لم تكن تتخيل أنها موجودة بالفعل من قبل.
ملحوظة: كثيرون ممن طبقوا هذا أكدوا على أنهم كانوا يشعرون في البداية بأنهم أشخاص ليس لهم إنجازات تُذكر أو تستدعي الحديث عنها، بمعني آخر أشخاص لا قيمة لهم. لكن بعد تجريب تلك الطريقة التي أشرنا إليها شعروا شعورًا مختلف تمامًا وكأنهم يتحدثون عن السيرة لشخص آخر وعن إنجازات شخص آخر لا يعرفونه.
لذا ننصحك باتباع تلك الإجراءات ولا تجعل الخجل أو الخوف يمنعك، لأنك لن تستطيع اكتشاف ما يميزك ومن ثم لن تستطيع أن تمارس فن تسويق الذات بشكل أو بآخر مما يُكلف خطط تحقيق أهدافك الكثير.
كان هذا تطبيق عملي لطريقة فعالة يمكنك من خلالها اكتشاف أهم ما يميزك ويجعلك فريد بين المنافسين لك كتمهيد أساسي للتسويق لنفسك باحترافية وتحقيق مردود إيجابي على عملك. وقبل أن ننتهي من تلك المحطة والانتقال لمحطتنا الأخيرة، دعني أشارك معك ممارسة مُجربة وأثبتت جدارة مع كثيرين.
نصيحة محترف: في الأوقات التي تشعر فيها بإحباط شديد في عملك، قم بمعاودة الإجراءات التي أشرنا إليها مسبقًا لشحذ همتك مرة أخرى ومواصلة نجاحك. فقط تعمق داخل نفسك وقل أجل أنا مميز لكذا وكذا وكذا واستطعت التغلب على كذا وواجهت كذا.
طريقة الترويج للذات باحترافية وبناء العلامة التجارية الشخصية
بناء العلامة التجارية الشخصية والتسويق للنفس كما قلنا وأكدنا فن له أُسس وقواعد. حتى تبرع في هذا الفن بنجاح، هناك مجموعة إجراءات تحتاج القيام بها واحدة تلو الأخرى. فيما يلي أهم هذه الإجراءات:
#1 تحديد رسالتك ووسائل الترويج
أمر مهم يجب الإتيان به في البداية عندما يتعلق بالرغبة في التسويق للذات وبناء علامتك التجارية الشخصية، وهو تحديد الرسالة التي سوف تتوجه بها لجمهور العملاء أو الذين يستقبلون حديثك. هذا كنقطة انطلاق فقط.
أما في الخطوة التالية لتحديد الرسالة، لابد لك بعدها من اختيار الوسائل والوسائط التي سوف تعتمد عليها ويكون لها فاعلية كبيرة في توصيل علامتك التجارية الشخصية. وكمرحلة متقدمة على ذلك تحتاج إلى تحديد الطرق التي يمكنك من خلالها تحقيق الدخل من علامتك التجارية الشخصية.
مهم جدًا: تحديد الرسالة والوسائل قد يكون أكبر الأشياء التي يعاني منها كثير من الأشخاص وأصحاب العلامات التجارية والمشروعات، لذا احرص على أن تكون رسالتك واضحة واحرص أيضًا على اختيار وسائل الترويج المناسبة لها.
#2 اعرف ذاتك
تحتاج أيضًا بطريقة أو بأخرى التعرف بشكل أعمق على ذاتك أولًا بما يجعلك قادرًا فيما بعد على الحديث عن نفسك وتقديمها بشكل دقيق وفعال وناجح. لكن، كيف يمكنني التعرف على ذاتي بشكل دقيق؟
هنـاك مجموعة كبيرة من الوسائل والطرق التي يمكنك الاعتماد عليها بشكل أساسي في الوصول إلى وعـي أفضـل بالـذات بما يؤهلك في النهاية لتسويق النفس بشكل أفضل، يمكن تلخيصها جميعًا في نقطتين فقط هما:
- تحديد نقاط القوة
وسيلة فعالة في التعرف على الذات بشكل أفضل ألا وهي البحث بعمق من أجل الوقوف على نقاط القوة لديك. ونقاط القوة هي الأمور التي تجيدها بشدة أو المزايا المتوفرة لدى ما تقدمه من خدمات أو تبيعه من منتجات تجعلها متفردة عمن سواها.
- الوقوف على نقاط الضعف
على صعيد آخر، يعتبر تحديد نقاط الضعف لديك أمر غاية في الأهمية والخطورة عندما يتعلق الأمر بالتعرف على الذات. فهي طريقة فعالة حقًا لا يمكن إغفالها بأي شكل من الأشكال. ونقاط الضعف هي تلك الأمور والأشياء التي لا تجيدها بشكل كبير أو تفتقدها كثيرًا وهي تلك النقاط التي تعول عليها كثيرًا في أسباب فشلك أو تسبب لك إزعاج أو نوع من الإحراج.
هكذا يمكنك التعرف أكثر على نفسك باكتشاف وسرد نقاط القوة والضعف لديك بدقة ووضوح.
نصيحة محترف: لا تبالغ كثيرًا سواء في نقاط القوة التي تتميز بها أو نقاط الضعف التي تعاني منها. يجب أن تكون شديد الدقة في تحديد نقاط القوة والضعف وإلا أنعكس سلبًا على فهمك لذاتك بوضوح وم ثم القدرة على ممارسة فن تسويق الذات في النهاية.
#3 الانفتاح على التجارب والخبرات الأخرى
واحدة من أفضل الممارسات في سبيل الترويج للذات باحترافية وبناء العلامة التجارية الشخصية هي الانفتاح أكثر على تجارب وخبرات الغير ومحاكاة الناجح منها والتعلم من الفاشل منها.
واعلم أن النظر بعمق إلى تجارب المنافسين أو قرنائك في مجال تخصصك تساعدك بشكل فعال على اكتشاف ذاتك والتعرف على موقعك بين الآخرين وذلك من خلال المقارنة والمحاولة والمحاكاة.
نصيحة محترف: لا تنظر فقط إلى النماذج الناجحة من أجل محاكاتها وتطبيق ما قامت به على نفسك أو عملك، بل يجب أن تنظر أيضًا إلى التجارب الفاشلة لتتبين أسباب إخفاقها وتتعلم منها وتتجنب الوقوع فيها مرة أخرى. فدائمًا ضع نصب عينيك النموذجين حتى تستطيع أن تخرج في النهاية برؤية أفضل يمكن تطبيقها على عملك.
#4 اكتشاف نقطة تميز محددة لديك
تحدثنا في المحطة الثانية من رحلتنا _إن كانت لديك ذاكرة قوية_ عن اكتشاف ما يميزك أو يميز علامتك التجارية بما يجعلها متفردة بشيء ما لا يوجد لدى المنافسين من العلامات التجارية الأخرى.
وشرحنا بالخطوات كيف يمكنك القيام بهذه المهمة الضروية بنجاح وفاعلية كبيرة من خلال تطبيق عملي. هنا أنت تحتاج إلى أن تحدد على الأقل نقطة تميز محددة لديك بحيث يمكن التركيز عليها في رسالتك التي تتوجه بها إلى جمهورك أثناء ممارسة التسويق للذات باحترافية.
نقطة التميز هذه هي ما سوف تجعل الناس يبحثون عنك ويفضلونك دونًا عن غيرك في المجال. لذا احرص باستمرار على اكتشافها وإبرازها وأيضًا تطويرها بشكل مستمر لتظل تقابل توقعات العملاء المتغيرة أيضًا باستمرار.
مهم جدًا: بوجه عام لدى كل شخص ما يميزه عن غيره بوضوح وهو ما ينطبق بشكل أو بآخر على العلامات التجارية، لذا لا تيأس أبدًا من اكتشاف نقاط التميز لديك، فقط استمر في البحث بالخطوات التي أشرنا إليها مسبقًا.
#5 تحديد نقاط الألم لدى العملاء (المشكلة التي تحلها)
يمكنك النجاح بطريقة مبهرة في بناء العلامة التجارية الشخصية إذا نجحت علامتك في الإجابة على سؤال واضح وبسيط: ما المشكلة التي تحلها؟
لذا من الضروري ومهم للغاية أن تبحث بدقة عن نقاط الألم لدى العملاء أو الجمهور الذي تود أن تتوجه إليه من ثم تحدد المشاكل التي تحلها خدماتك أو منتجاتك التي تقدمها لهؤلاء.
واعلم: كلما نجحت في تحديد المشكلة التي تحلها للعملاء كلما اقتربت أكثر من بناء العلامة التجارية الشخصية وممارسة الترويج للذات بفن كما هو عليه. هذا الأمر ليس سهلًا كما يعتقد البعض، بل هو عمل شاق ولكنه تمرين ضروري لوصف نفسك للعالم. إنه أيضًا اختبار أساسي لتحديد هويتك بالكامل من حيث صلتها بعلامة تجارية شخصية.
#6 تضخيم المشكلة
يُعد تضخيم المشكلة واحد من استراتيجيات تسويق الذات الذكية المُتعارف عليها، وذلك من خلال تحديد المشكلة وجعلها محور تسويقك. وهي تلك الاستراتيجية التي اعتمد عليها الكاتب روري فادن Rory Vaden، الخبير الاستراتيجي في الانضباط الذاتي، وأحد مؤسسي شركة التدريب الدولية Southwestern Consulting، والمؤلف الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز، في كتابه الشهير “Take the Stairs”.
يتحدث الكتاب في الأساس عن العمل الجاد حتى يصل الأشخاص إلى تحقيق ذاتهم وأهدافهم، وهو نفس الموضوع الذي تناولته ملايين الكتب، إلا أن أهم ما يميز كتاب روري هو أنه يحل مشكلة التسويق.
وعلى الرغم من أن جوهر فكرة الكتاب هو الحديث عن العمل الشاق، إلا ان الكاتب هنا لم يركز في التسويق على جوهر الموضوع وهو العمل الجاد، بل جعل من المشكلة نفسها محور تسويقه للكتاب. أراد روري أن يكون سفير المشكلة. أراد الترويج للمشكلة والاحتفال بها وإبرازها وتضخيمها. ثم وضع كتابه كحل.
وكنتيجة لتلك الاستراتيجية الذكية التي اعتمدها روري فادن حقق الكتاب مبيعات تتخطى مئات الآلاف من النسخ، وكانت أكثر الكتب مبيعًا في وول ستريت جورنال والأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز.
كانت هذه أهم الإجراءات التي تحتاج إليها حتى تنجح في ممارسة تسويق النفس بطريقة مناسبة وفعالة بعيدًا عن التباهي الذي ينفر منه كثيرون بما ينعكس سلبًا على علامتك التجارية وأهدافك. وهي استراتيجات فعالة أيضًا في بناء العلامة التجارية الشخصية يمكن اعتمادها في هذا السبيل وتوقع النجاح بشكل مبهر.
الموقع الإلكتروني ليس فقط لبيع المنتجات، بل لتقديم خدمة أو للتواصل مع جمهورك!
الآن يمكنك إنشاء موقعك على “اكسباندكارت” في 3 خطوات سريعة.بدون بيانات بنكية، ولا مصاريف خفية
5 نماذج مذهلة للعلامات التجارية الشخصية التي يمكنك التعلم منها
لابد أن تبحث باستمرار عن نماذج ملهمة يمكنك أن تستوحي منها الإلهام حول التسويق لذاتك وبناء علامتك التجارية الشخصية. خلال هذه الفقرة الأخيرة في رحلتنا سوف نستعرض مجموعة من أفضل نماذج الإلهام حول العالم في بناء الترويج للذات وبناء العلامة التجارية الشخصية.
#1 Neil Patel
نيل باتيل هو خبير تسويق ووجهه منتشر في جميع أنحاء الإنترنت. يقوم بتدريس كيفية التسويق عبر الإنترنت من خلال صياغة تعاليمه.
لقد أسس أو شارك في تأسيس العديد من الشركات التي تقدم خدمات للمسوقين عبر الإنترنت والشركات التي تحتاج إلى مساعدة تسويقية. يتضمن ذلك KISSmetrics (منصة تحليلات تتعقب من يزور موقع الويب الخاص بك)، و Crazy Egg (برنامج تحليلات يسمح لأصحاب مواقع الويب بمعرفة ما يفعله الزوار عند زيارتهم لموقعك)، وHello Bar (خدمة تساعدك على جمع عناوين البريد الإلكتروني من موقع الويب الخاص بك).
وهو الآن كبير مسؤولي التسويق والشريك المؤسس لـ Neil Patel Digital، وهي وكالة تهدف إلى مساعدة الشركات الكبرى في العالم على زيادة حركة المرور بشكل كبير.
بصرف النظر عن أي شيء آخر ، فإن نيل باتيل هو ملك التدوين حول التسويق عبر الإنترنت. لقد كتب منشورات مدونة متعمقة على أساس يومي لسنوات عديدة حتى الآن ، كان آخرها على موقعه الذي يحمل اسمه، Neil Patel.
إن مشاركات نيل شاملة ومدروسة جيدًا وعادة ما تكون مدعومة بأدلة من تجربته الخاصة.
نيل هو إلى حد كبير الرجل الأول لشركاته. لديه حتى صورة كاريكاتورية لوجهه كأيقونة مفضلة لموقع نيل باتيل. يستخدم هذا الموقع باستمرار اللون البرتقالي كلون لهجة رئيسية ، ويستمر في ذلك طوال فترة وجوده الاجتماعي.
تمكن نيل من وضع علامته التجارية الشخصية كمعلم تسويق عبر الإنترنت وكبار المسئولين الاقتصاديين ، وكل ما يفعله يتوافق مع هذه الصورة. يستخدم صورته بانتظام في عمله. حتى أنه يستخدم Calls to Action مثل، “نعم، أريد أن يعلمني نيل كيفية تنمية عملي.”
#2 Elon Musk
اسم Elon Musk معروف تقريبًا باسم Coca-Cola. حتى لو لم تكن مهتمًا بالتكنولوجيا ، فمن الصعب تجنب العلامة التجارية التي تحمل اسم السيد ماسك.
إن امتلاكك لعلامة تجارية شخصية يجعلك شخصية عامة وبالتالي تخضع لانتقادات شديدة لبياناتك العامة. تعرض Elon لانتقادات بسبب إنفاق مبالغ ضخمة من المال مع القليل من العائدات ولأنه قام بأعمال دعائية مثل إطلاق سيارة Tesla في الفضاء والتي تعطي مظهرًا أكثر عن الأنا من العلم. بغض النظر عن ما تشعر به تجاهه ، لا يمكن إنكار أن قيادته ومتابعته قد أظهرت لنا تقنيات لم يتم اختراعها بعد وكونًا بأكمله لم تُكتشف أسراره.
#3 Oprah Winfrey
نموذج آخر لا يمكن ألا تتضمنه هذه القائمة وإلا أصبحت غير مكتملة بدون تضمين سيدة العلامات التجارية الشخصية – أوبرا وينفري Oprah Winfrey. إنها واحدة من الأشخاص القلائل في العالم الذين يعرفهم الجميع بمجرد ذكر اسمها الأول.
من الواضح أن أوبرا تعرف علامتها التجارية الشخصية جيدًا وقد تمكنت من الاستفادة منها بطرق لم ينجزها سوى عدد قليل من الآخرين. وقد ساعدها هذا على أن تعيش حلمها ، وأن تحصل على أموال مقابل تحقيق ذلك.
يوجد الآن قدر كبير من الأسهم في اسم أوبرا. وقد تمكنت من ذلك من خلال تحدي الناس للحصول على أفضل ما لديهم؛ للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة.
تمكنت أوبرا من الاستفادة من علامتها التجارية الشخصية لتمكينها من أن تصبح مليارديرة.
لكن العلامة التجارية الشخصية لها معنى أوسع لأوبرا. لقد اكتشفت أنه يمكنها استخدام علامتها التجارية للمساعدة في تغيير تصرفات الأشخاص وتقويم سلوكهم بطريقة أو بآخرى.
ترى أوبرا أن هناك جزأين مهمين من علامتها التجارية الشخصية. واحد هو الحاجة إلى أن تكون متسقة. إذا كان الناس يرونها تتصرف باستمرار بطريقة معينة، فإن ذلك يجعلهم يفكرون، وبالتالي يغير طريقة تصرفهم. لكن ما يرافق ذلك هو الحاجة إلى أن تكون صادقًا مع نواياك. إنها تعتقد أن النية تلعب دورًا مهمًا في العلامة التجارية الفعالة.
#4 Seth Godin
اكتسب سيث جودين Seth Godin سمعة طيبة كخبير أعمال وتسويق على مدار الـ 25 عامًا الماضية. في ذلك الوقت ، نشر أكثر من 20 كتابًا ، عادةً بعناوين ملتوية ومثيرة للتفكير، مثل Purple Cow: Transform Your Business من خلال كونها رائعة و Meatball Sundae: هل التسويق الخاص بك خارج المزامنة؟ باعت Purple Cow أكثر من 150000 نسخة في أكثر من 23 نسخة مطبوعة في أول عامين لها.
أصبح Seth واحدًا من أكثر خبراء التسويق تأثيرًا في العالم. وسيث هو الذي يريد الناس أن يسمعوا منه – وليس شركة أو منظمة.
أسس Seth نفسه على أنه سيد منشورات المدونات القصيرة. في الوقت الذي يهدف فيه معظم الناس إلى نشر مدونة طويلة مكونة من 2000 كلمة، يكتب Seth جواهر صغيرة من حوالي 200 كلمة. يكتب بأسلوب مميز ومختصر ومباشر. كل منشور يحدد فكرة واحدة.
في الواقع، تعتبر العلامة التجارية الشخصية لسيث جودين قوية جدًا لدرجة أن اسمه أصبح الآن مرادفًا لمنشور قصير.
>
#5 Sean Ogle
عندما تذهب إلى موقع Location Rebel، فمن الواضح لمن هو موقع الويب. هذا هو الموقع الشخصي لملحمة شون أوجل. في الواقع، كانت أول وظيفة قام بها شون هي قائمة المهام الخاصة به، وقد استمر في تحديثها منذ ذلك الحين.
على الرغم من أن Sean يتجاوز استخدام صفحة “حول”، يمكنك معرفة كل شيء عن حياته من خلال قراءة منشوراته. واحدة من مشاركاته الأخيرة هي Hi، My Name is Sean ، وفيها يشارك 35 حقيقة عن نفسه.
لست مضطرًا للقراءة طويلاً لتكتشف أن شون رجل أعمال يبلغ من العمر 33 عامًا، يدون في مدونة حول كيفية إدارته للسفر حول العالم وعيش الحياة التي يحبها.
من الواضح أن شون يعيش العلامة التجارية التي يصورها. إنه صادق ومتحمس. تضيف حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى صورته وتستخدم في الغالب نفس صورة الملف الشخصي. يصفه وصفه على Twitter جيدًا: “أنا أساعد الأشخاص في بناء أعمال تجارية صغيرة يمكنهم إدارتها من أي مكان على وجه الأرض”.
إلى هنا تنتهي رحلتنا إلى عالم الترويج للذات وبناء العلامة التجارية الشخصية بنجاح.
شاركنا ماذا تحتاج لاحتراف تسويق الذات وبناء العلامة التجارية الشخصية؟!